الإخفاق يترك ألمًا لا يُنسى، مهما كنت.
في عام 2007، عايش كوينتين تارانتينو فشل فيلمه “Death Proof” في شباك التذاكر، حيث شعر بوطأة الرفض الجماهيري القاسي. كلنا نواجه العثرات، لكن ما نفعله بعد ذلك هو ما يُظهر قوتنا الحقيقية. فكيف تصرف تارانتينو؟
كان “Death Proof” جزءًا من مشروع “Grindhouse”، وهو عرض سينمائي مزدوج بالتعاون مع المخرج روبرت رودريغيز. كان الهدف تكريم أفلام الاستغلال التي أثرت في رؤيتهما الفنية. بميزانية بلغت 67 مليون دولار واسمين لامعين في عالم السينما، بدا النجاح أمرًا مفروغًا منه. لكن الفيلم حل رابعًا في شباك التذاكر، محققًا 11.5 مليون دولار فقط. الجمهور الذي راهنا عليه لم يأتِ. وفي حديث له خلال مهرجان بوربانك السينمائي، أقر تارانتينو بأن هذا الفشل “قوّض ثقتي بنفسي” (نقلاً عن ديدلاين).
كان هو ورودريغيز يظنان أن إنجازاتهما السابقة (“Pulp Fiction” و”Kill Bill” لتارانتينو، و”Sin City” لروبرت) ستضمن ولاء الجمهور. لكنهما أخطآ التقدير. قال تارانتينو: “شعرت وكأن جمهور السينما كان رفيق دربي، ثم تخلى عني هذا الرفيق” ربما قدمت فكرة لاقت تجاهلًا، أو استثمرت جهدك في مشروع انهار بصورة مخيبة للآمال. لا شيء يضاهي لسعة رد الفعل الباهت أو المشروع الذي لم يبلغ مرادك. تارانتينو اختبر هذا الشعور. قد يغريك الاستسلام لدوامة الإحباط. يمكنك أن تمنح نفسك لحظة للشعور بذلك، لكن لا تطِل المكوث في هذا الظلام.
استعان تارانتينو بآراء من يحترمهم. التفت إلى مرشدين مثل توني سكوت وستيفن سبيلبرغ، وكلاهما مرّ بخيبات أمل في شباك التذاكر. نصحوه بطرح أسئلة على نفسه: هل أنتجت ما أردت إنتاجه؟ هل تشعر بالفخر بما قدمت؟ إن أجبت بنعم، فقد سبقت كثيرين ممن لم يحظوا بهذه الفرصة أصلًا. أضاف سبيلبرغ حكمة ثمينة: “الفيلم القادم الذي ينجح، ستستمتع به أكثر من كل نجاحاتك السابقة، لأنك عرفت الآن طعم الفشل. عندما تنجح مجددًا، سيكون ذلك أعذب”.
صدقت هذه النصيحة. ففيلم تارانتينو التالي، “Inglourious Basterds”، حقق نجاحًا ساحقًا في 2009، بإيرادات بلغت 321 مليون دولار عالميًا، متجاوزًا إيرادات “Pulp Fiction”. ثم جاء “Django Unchained” في 2012، ليصبح أعلى أفلامه ربحًا بإيرادات 426 مليون دولار عالميًا.


أضف تعليق