فيلم “ماريسان” (2025)، بإخراج سوديش سانكار وبطولة فاديفيلو، فهد فصيل، كوفاي سارالا، وفيفيك براسانا، يقدم تجربة سينمائية فريدة لكنها مثيرة للجدل، حيث يشهد منتصفه تحولًا جذريًا في النبرة والنوع يُعد من أكثر التحولات حدة في تاريخ السينما التاميلية، مما يجعل تقسيمه إلى نصفين متباينين أمرًا لا مفر منه رغم أن الأفلام يُفترض أن تُشاهد ككل متكامل، تبدأ القصة كرحلة طريق مفعمة بالدفء الإنساني، تجمع بين فيلايودام بيلاي (فاديفيلو)، رجل مسن يعاني من الزهايمر، ودايالان (فهد فصيل)، لص صغير يتمتع بحضور عفوي، حيث تنمو بينهما علاقة مؤثرة مليئة بالحكمة والتغيير الشخصي، يتألق النصف الأول بفضل الكيمياء بين البطلين، حيث يقدم فاديفيلو أداءً عميقًا ينقل مشاعر صادقة تتجاوز حدود السياق السينمائي، بينما يضفي فهد فصيل طابعًا هادئًا ومميزًا يتجنب النمطية، مع تصوير بصري رائع لكالايسلفان سيفاجي يعكس جمال المناظر الطبيعية وموسيقى يوفان شانكار راجا التي تعزز العمق العاطفي.

لكن الفيلم يتحول فجأة في النصف الثاني إلى إثارة بوليسية تركز على جرائم مروعة وانتقام، مما يشعر المشاهد وكأنه انتقل من طائرة تحلق في سماء هادئة إلى غواصة تغوص في بركة ضحلة، هذا التحول يبدو كما لو أن الفيلم يتخلى عن روحه الأولية لصالح حبكة أقل إلهامًا، رغم أن مشاهد الإثارة ليست خالية من الجدارة، إذ تُظهر كفاءة فنية، لكنها تبدو غريبة عندما تُفرض على شخصيات أحببناها في سياق مختلف، يتجنب الفيلم بحسن نية التصوير المزعج للعنف، لكنه يعتمد على اختيارات كتابية تبسيطية لخلق أشرار وأبطال يسهل التعاطف معهم، الأكثر إيلامًا هو إمكانية رؤية فيلم أعمق بكثير تحت السطح، خاصة في لحظات التأمل الفلسفي حول الذاكرة والهوية، مثل حديث فيلايودام عن كيف أن فقدان الذاكرة قد يكون نعمة تجبره على العيش في الحاضر، كان بإمكان “ماريسان” أن يكون رحلة تأملية ملهمة تركز على اكتشاف الذات، لكنه اختار طريقًا مختلفا لا يعجب الغالبية لكن بالنسبة لي أفضل هذا النوع التحول الي الجريمة بعد الفصل الاول وطريق سير الاحداث وطريقة انكشاف الغموض بالمنتصف مع النهاية، بالنهاية الفيلم جيد جدا.


أضف تعليق