يوم التصوير ليس البداية الحقيقية للفيلم، بل هو نتيجة سلسلة من الخطوات التحضيرية التي تبدأ قبل شهور. كل دقيقة تقضيها في التحضير تُوفر عليك ساعات من الفوضى لاحقًا، خاصة في الأفلام المستقلة أو ذات الميزانية المحدودة، حيث لا مجال للخطأ أو التردد. إليك أهم خطوات مرحلة “ما قبل التصوير” التي تُعد العمود الفقري للعمل السينمائي:

١. قراءة السيناريو بعيون المخرج
قبل أي شيء، على المخرج أن يُحلل النص بعمق، مشهدًا مشهدًا، ليحدد الرؤية البصرية، أسلوب السرد، الجو العام، الإيقاع، الرموز، وحتى الصمت.

٢. تقسيم السيناريو إلى مشاهد تصويرية (Breakdown)
يُفكّك السيناريو إلى عناصر إنتاجية: عدد الممثلين، المواقع، الإضاءة، الأكسسوارات، المؤثرات، الضروريات الفنية… إلخ. هذه الخطوة ضرورية لبناء جدول التصوير.

٣. إعداد الستوري بورد والمخطط البصري
رسم اللقطات أو تصميمها رقميًا (Storyboard) يحدد شكل كل مشهد بصريًا، ويُسهّل على مدير التصوير وفريق العمل فهم رؤية المخرج.

٤. اختيار مواقع التصوير (Location Scouting)
يجب زيارة المواقع وتصويرها مسبقًا، للتأكد من توفر الكهرباء، الإضاءة الطبيعية، مساحات الكاميرا، صوت البيئة، ومدى توافق الموقع مع النص.

٥. اختبار الكاست والممثلين (Casting)
اختيار الممثلين بناءً على الأداء لا الشكل فقط. يُفضّل إجراء تجارب أداء مع تصويرها بالفيديو لاختبار الكيمياء والمصداقية.

٦. التمرين على المشاهد (Rehearsals)
تدريبات مع الممثلين تساعد في ضبط الأداء واختبار الحوار على الأرض. كما تُعطي المخرج فرصة لتجربة تحريك الممثلين (Blocking).

٧. تحديد أسلوب التصوير (Visual Style Guide)
ما نوع الإضاءة؟ أي عدسات ستُستخدم؟ هل التصوير محمول أم ثابت؟ ما الألوان المسيطرة؟ كل هذه عناصر تُبنى مسبقًا لتوحيد الشكل البصري.

٨. التحضير اللوجستي (Logistics & Scheduling)
تحديد أيام التصوير، ساعات العمل، تنسيق النقل، الطعام، المعدات، التصاريح القانونية… إلخ. التنظيم هنا يُنقذ الإنتاج من الانهيار لاحقًا.

٩. اجتماع الفريق الفني (Tech Recce)
اجتماع ميداني يجمع كل رؤساء الأقسام (تصوير، صوت، إضاءة، إنتاج…) في المواقع الفعلية، لمراجعة التفاصيل التقنية ووضع خطة دقيقة.

١٠. خطة بديلة (Plan B)
لا يوجد تصوير دون مفاجآت. المطر، الغياب، خلل فني… دائمًا جهّز خطتك البديلة لكل مشهد وموقع ومعدّة.

مرحلة ما قبل التصوير هي المرحلة التي يصنع فيها الفيلم الحقيقي على الورق وفي العقول، قبل أن يظهر على الشاشة. كل تفصيلة مدروسة الآن، تُترجم لاحقًا إلى سلاسة في التنفيذ وقوة في النتيجة.