مصطلح (Vignette) يُستخدم في عالم السينما والتصوير بمعنيين أساسيين تمامًا، وكلاهما يُعتبران من الأدوات الفعّالة التي يعتمد عليها المخرجون والمصورون لتوجيه انتباه المشاهد وتعزيز التجربة البصرية والسردية.

المعنى الأول هو الفيغنيت البصرية. تتمثل في تقليل السطوع والتشبع تدريجيًا عند حواف الكادر، مما يُظلل الأطراف ويُركز الضوء والانتباه كله على المركز. هذا التأثير قد يحدث طبيعيًا بسبب العدسات القديمة أو يُضاف عمدًا في مرحلة التحرير. يُستخدم عادة لإبراز شخصية أو عنصر معين، أو لخلق جو من الحنين والغموض، أو لمحاكاة مظهر الأفلام الكلاسيكية.

من أبرز الأمثلة على ذلك فيلم Schindler’s List عام 1993، حيث استُخدمت فيغنيت بصرية خفيفة مع التركيز الشديد على الفتاة ذات المعطف الأحمر الملون الوحيد وسط عالم أبيض وأسود. كذلك نراها كثيرًا في الأفلام التاريخية وأفلام السيرة الذاتية لإضفاء طابع زمني قديم وواقعي.

أما المعنى الثاني فهو الفيغنيت السردية، وهي مشهد قصير نسبيًا أو حلقة منفصلة عن التسلسل الزمني الرئيسي للقصة. لا تُقدم الحبكة إلى الأمام بشكل مباشر، لكنها تكشف جانبًا من شخصية، أو تُبرز فكرة مركزية، أو تُضيف طبقة عاطفية عميقة.

من أشهر الأعمال التي بنيت كليًا على هذا الأسلوب فيلم Pulp Fiction عام 1994 لكوينتن تارانتينو، حيث تتكون القصة من عدة فيغنيتات سردية مترابطة بطريقة غير خطية. كذلك فيلم When Harry Met Sally عام 1989، الذي يعتمد على مشاهد قصيرة متفرقة عبر أكثر من اثنتي عشرة سنة ليُظهر تطور العلاقة بين البطلين. وبالطبع مسلسلات الأنثولوجيا مثل Black Mirror وThe Twilight Zone تعتمد كليًا على هذا النمط، إذ كل حلقة فيغنيت سردية مستقلة تحمل بداية ونهاية وفكرة كاملة.

في النهاية، الفيغنيت -سواء بصرية أو سردية- أداة بسيطة وقوية في الوقت نفسه. بثوانٍ معدودة أو لمسة بصرية واحدة تستطيع أن تغيّر انتباه المشاهد وتُعزز تأثير العمل ككل. المخرج المحترف هو من يعرف متى يستخدمها ومتى يكتفي بدونها، لأن سر القوة دائمًا في التوازن والدقة.