كان بروس لي على أعتاب أن يصبح واحدًا من أكبر نجوم السينما في العالم عندما توفي في الثاني والعشرين من عمره، يوم 20 يوليو 1973. وبعد ستة أيام فقط من وفاته، عُرض فيلمه الأول الذي شاركت في إنتاجه استوديوهات هوليوود، بعنوان (Enter the Dragon)، في هونغ كونغ وحقق إيرادات هائلة. وصل الفيلم إلى دور العرض الأمريكية في الشهر التالي، فأصاب البلاد كلها بحمى الكونغ فو. ازدهر هذا النوع السينمائي، لكن الرجل الذي أشعل هذه الحماسة قد رحل، وكان من الصعب على جمهوره الجديد تقبل ذلك.
وبينما برز ممارسو فنون القتال الحقيقيون مثل تشاك نوريس وجاكي تشان لإرواء عطش الجمهور لأفلام الكاراتيه، رأى منتجو هونغ كونغ فرصة ذهبية للاستفادة من شعبية لي، فبدأوا البحث عن ممثلين يشبهونه ليستحضروا شيئًا من سحره الراحل. وهكذا وُلد نوع (Bruceploitation). ظهر بروس لي (Bruce Le)، وبروس لاي (Bruce Lai)، ودراغون لي (Dragon Lee) وغيرهم، لكن أكثرهم موهبة بلا شك كان بروس لي (Bruce Li). كان «بروس لي» مقنعًا إلى درجة أن منتجي آخر أفلام بروس لي غير المكتملة (Game of Death) فكروا جديًا في ترشيحه لإكمال الفيلم. رفض «لي» العرض، لكنه قبِل المشاركة في أعمال Bruceploitation أخرى مثل «وداعًا بروس لي: آخر لعبة موت له» و«بروس لي: الرجل، الأسطورة».
كما قام ببطولة جزأين تكملة لأفضل أفلام بروس لي الأصلية (Fist of Fury) – الذي عُرض في أمريكا أول الأمر بعنوان خاطئ هو (The Chinese Connection). لا يصل أي من الجزأين إلى مستوى التحفة الأصلية، لكن (Fist of Fury II) يقترب منها بشكل مذهل. وإن لم تقتنع برأيي، فربما تقتنع برأي معجب كبير بـ«بروس لي» هو المخرج كوينتين تارانتينو.
«Fist of Fury 2»: تكملة جديرة بأفضل أفلام بروس لي

في ظهور له على بودكاست «Pure Cinema»، أثنى تارانتينو على فيلم «قبضة الغضب 2». تدور أحداث الفيلم في شنغهاي بعد إعدام تشين جين (بروس لي الأصلي) على يد القوات اليابانية. وعندما يدمر المحتلون مدرسة تشينغ وو التي دافع عنها تشين جين ببسالة، يظهر شقيقه تشين شان (بروس لي) غاضبًا، مميتًا مثل أخيه تمامًا، ولا يعرف الخوف على الإطلاق.
«قبضة الغضب 2» متعة خالصة. إنه أكثر عنفًا بكثير من سابقه، والممثل لو ليه (Lo Lieh) في دور مياموتو شرير يستحق التصفير والاستهجان. قد تفتقر المشاهد القتالية إلى سرعة ودقة فيلم لي الأصلي، لكن الفيلم – في تقدير تارانتينو – يتمتع بجودة نادرة في مثل هذه الأعمال: حوار رائع. وهو معجب بشكل خاص بلحظة المواجهة النهائية قبل القتال بين تشين ومياموتو:
«عندما يتواجهان في النهاية… بدلاً من الحوار المعتاد من نوع «أيها الوغد، سأقتلك»، يدور بينهما نقاش مثير للاهتمام للحظات قبل القتال. كان لو ليه يمارس فن الخط الصيني، فيراه بروس لي ويقول: «يا للروعة، هذا جيد فعلاً، أنت موهوب جدًا». فيرد لو ليه متواضعًا: «لا لا، أنا فقط ألهو».»
يواصل تشين مديح مياموتو، وهو ما اعتبرته دائمًا تكتيكًا نفسيًا لإرباك الخصم. لن أفسد عليكم نتيجة النزال، لكن طريقة تصويره مدهشة. أخذ المخرجان لاهاردي إكسان ولي تسو-نام موهبتي لي وليه بعين الاعتبار، فسمحا للقتال بالتدرج بهدوء وتأنٍ. إنه قتال مدروس وعميق. ويمكنك بالتأكيد أن ترى تأثيره في «كيل بيل». وينبغي عليكم بالتأكيد مشاهدة (Kill Bill: The Whole Bloody Affair) عندما يُعرض في دور السينما يوم 5 ديسمبر 2025.


أضف تعليق