عمالقة النقد السينمائي: كتب شكّلت ذائقة الأجيال

ليس كل محبّ للسينما مشاهدًا وحسب، بل قارئ ومبحرًا بين سطور كتب تركت أثرها على طريقة تلقّي الأفلام، وفهم جمالياتها، وتحليل خفاياها. على مر العقود، ظهر نقّاد ومفكّرون أضاءت كلماتهم الطريق لأجيال من محبي الفن السابع، وصنّاعه على السواء.

فمثلًا، كتاب «ما هي السينما؟» لأندريه بازان، شكّل حجر الأساس للنظرية السينمائية، محوّلًا الحديث عن الفيلم من كونه مجرد ترفيه إلى كونه فنًا يحمل رسالة وصورة للحقيقة. كذلك، تركت سوزان سونتاغ بصمتها بكتابها «حول الفوتوغرافيا»، مبيّنةً العلاقة العميقة بين الصورة، الذاكرة، والثقافة، مما أثر على مخرجين ومصورين على حدٍ سواء.

ولا يمكن إغفال تأثير كتاب «لغة السينما» لمارسيل مارتن، الذي فكّ شفرات السرد البصري وحوّلها إلى علم، أو كتاب «القصة» لروبرت مكي، الذي أصبح مِرساةً لكتابة السيناريو، ومفتاحًا لفهم الحبكة، وبناء الشخصيات، وإيقاع الحدث على الشاشة، هذه الكتب، وغيرها، ليست مجرد مراجع على الرف، بل محطات فاصلة تفتح عيون القارئ على مزيج الصورة، الصوت، والسرد، وتشكّل ذائقته على مَر السنين. عمالقة النقد السينمائي تركوا لنا كنزًا من الأفكار، جعلنا نرى الأفلام بعيون متمرّسة، نعبر من عتبة المشاهدة السطحية إلى عُمق القراءة والتحليل، لنخرج من كل فيلم وكأننا نفتح بابًا جديدًا على سحر الفن السابع.

أضف تعليق