سيناريو إخراج : Darren Aronofsky

Pi\باي، فيلم أمريكي سريالي \ نفسي، من تأليف واخراج دارين ارنوفسكي الذي يعتبر هذا الفيلم هو أول فيلم طويل يقوم باخراجه بعد ان قدم 4 افلام قصيره، والذي يعد هذا الفيلم البدايه الحقيقيه لهذا المخرج بعد فوزه بجوائز مهمه في بداية مشواره وهي جائزة Sundance لافضل اخراج، و Independent Spirit لافضل سيناريو (المره الأولى) وجائزة غوثام، وترشحه لبعض الجوائز الاخرى سواء بالاخراج او التأليف.. ط – أو پاي pi أو ثابت الدائرة هو ثابت رياضي يستخدم في الرياضيات والفيزياء بشكل مكثف. الرمز pi مأخوذ من الحرف الإغريقي الصغير پاي و يأخذ شكلين الكبير ? والصغير ?.يعرف ط على أنه النسبة بين محيط الدائرة وقطرها. وهو عدد حقيقي غير كسري أي لا يمكن كتابته على شكل a/b حيث a و b عددان صحيحان. وهو أيضاَ عدد متسامي أي غير جبري. يعرف هذا العدد أيضا باسم ثابت أرخميدس. ويساوي تقريبا 3.14159.  مُثل هذا الثابت بالحرف الإغريقي pi منذ منتصف القرن الثامن عشر. كون pi عددا متساميا يعني عدم إمكانية حل المعضلة القديمة جدا والمتمثلة في تربيع الدائرة، ارنوفسكي عندما اختار هذا الحرف فهو لم يكن متخصصا  بالرياضيات بل بالانثروبولوجيا الاجتماعيه فلم يكن خبيرا بمجال الرياضيات كما يقول لكن هذا الرمز يقدم الكثير من التساؤلات التى جعلته يصنع هذا الفيلم حين يقوم بطرح لغزا لانسان عبقري فيقوم بالبحث عن الاجابات والخوض  في العديد من الأمور كما سنشاهد بهذا الفيلم.. ارنوفسكي في بدايته الاولى واجهه الكثير من الامور ابرزها الميزانيه والتى كلفته 60 الف دولار قام بجمعها من اصدقائه وعائلته، والاماكن التى صور فيها الفيلم لم يكن لديهم تصريح للتصوير حيث كانت المراقبه مستمره  اذا ما جاءت الشرطه حتى يوقفوا التصوير، الملحن كلينت مانسل و والد ارنوفسكي ظهروا بالفيلم بادوار بسيطه، ثم حصلت شركة Artisan على الفيلم بمليون دولار، ارنوفسكي وفق باختياره للاماكن والالوان الابيض والاسود لاظافه سوداويه على الفيلم ولتغطية بعض الاخطاء، استخدم ارنوفسكي المونتاج السريع -الهيب هوب- وصنع اسلوبه الخاصه بطريقة التصوير في بدايته وهي الكاميرا المتنقله، على الممثل، والبداية الاولى لتعاون ارنوفسكي مع كل من الملحن الذي رافق ارنوفسكي في كل افلامه كلينت مانسيل والمصور الفوتوغرافي ماثيو لابتيك.

 

الفيلم يدور حول الشخصية ماكس، انسان منعزل وعالم رياضيات يهودي عبقري – مهووس- بالارقام والكمبيوتر، باحث بشكل هستيري وغريب الاطوار، ماكس يرى بأن العالم مكون من أرقام وهي التى تحرك وتفسر كل شيء بهذا  الكون، لينتقل بعد ذلك الى الرقم الذي يكون لغز هذا الفيلم “النسبة الثابته” pi، هنا يدخل في صراع بين جهتين الأولى مؤسسه من سوق الاوراق الماليه -البورصه- والثانيه جماعة من الاحبار -الراباي- متدينين يهود، فالأولى  لسبب مادي والثانيه لسبب ديني.. الفيلم ليس فقط عن الراقم الثابت 3.1415926 في الرياضيات بل عن امور اخرى كثيرة، وليس فقط عن نسبة محيط الدائره …، الفيلم عن شخص يصل الى مرحله من الجنون وهو يبحث عن الحقيقه البحث عن الجواب  على وجود الكون، الارقام بنظره هي التى سوف تعطيه اجابات مقنعه تساعده على التوقف عند نقطه اخيره وهي الحصول على المعلومه التى لم يعرف لها اجابة “الكون” كيف ولماذا واين .. تصنيف الفيلم خيال علمي واضيف فقط ليعطي الشخصيه الرئيسيه “ماكس” انحرافيا او لنقل خلالا بعقله يجعله عبقريا لدرجه الهوس، ماكس يخوض بعد ذلك في العديد من نظرياته الافتراضيه وان الرياضيات لغة عالميه وان الارقام تشكل كل شيء بالطبيعه وان هناك  نمط معين يسير فيه الكون وكل شيئ يحدث بنمط معين ايضا ونشاهد بعد ذلك دخول الى سوق الاوراق الماليه للعثور على بعض التفسيرات.. بعد ذلك نشاهد مجموعه من الاشخاص يعملون في سوق البورصه يحاولون الحصول على تحليلات ماكس لاغراض ماديه طبعا ومجموعه اخرى وهي مجموعه من الحاخامات الذين مقتعنون بأن الرقم الذي وصل اليه ماكس هو مفتاح خلاصهم من هذه الارض ومفتاح الجنه ومن خلال الحوار الذي دار بين ماكس والحاخام ان التوارة ذكر فيها الارقام وان الوصايا العشر تحتاج لرقم الذي يجعلهم يحصلون عليها ويفتحون ابوابه الجنه ليشاهدوا الرب كل هذه الامور  من رقم يكشف الاسم الحقيقي للاله الواحده، وكون ماكس هو الوحيد الذي استطاع ان يفهم الدلالات الرقميه للرقم 216 الذي يعتبر مفتاح قفل الطريق الذي يكشف اسرار الكون ماكس ينجح فيه طريقه الذي سلكه لكن الذي توصل اليه لم يكشف لنا نحن المشاهدين!.

وهنا الامور الرئيسيه التى قدمها الفيلم ولفهم احداثه يجب ان يكون لدى المشاهد خلفيه بسيطه عن أولا : الرياضيات .. بي يشير الى العديد من النظريات الرياضيه على سبيل المثال يرى ماكس دوامة ذهبية تحصل بكل مكان بما في ذلك سوق الاوراق الماليه ويعتقد ان ماكس ان النظم المختلفه التى تجسد ديناميكيه غير خطيه تشترك في نمط واحد غالبا يكون متشابه ويؤدى الى نتايج في نظرية الفوضى، التى تنص على الية لوصف ظواهر معينه مع انظمه اخرى غير خطيه والتى قد تكون افكارا نمطيه، ثانيا : نظرية الفوضى .. يمكن تعريفها من خلال الدراسة  انها انظمه معقده اكتشفت من قبل عالم ارصاد جوي عام 1960 يدعى إدوارد لورينتز، نظريه الفوضى باختصار هي عن امور غير متوقعه تحدث في النظم الحساسه للتغير والتى تكون صغيره في بدايتها مثال على ذلك “تأثير  الفراشه” التى باختصار تقول ان عندما ترفرف الفراشه اجنحتها في الصين تسبب بذلك تغيرات بسيطه في الغلاف الجوي والتى بعد فترة من الزمن تؤثر على المناخ -الطقس- في نيويورك!. ونظرية الفوضى اذكرها هنا بان ماكس وقع في مبادئها وان النمط العشوائي واضح في اسعار البورصه. ثالثا : لعبة الجُو Go تسمى “ويتشى” باللغة الصينية، هي لعبة استراتيجية قديمة للاعبَيْن اثنين. نشأت في الصين منذ أكثر من الفي  عامٍ مضى. وعلى الرغم من أن نظامها الأساسي بسيطٌ نسبياً إلا أنها عميقة بالتفكير الاستراتيجي. تُلعب اللعبة من قبل اثنين من اللاعبين الذين يضعون بالتناوب الحجارة السوداء والبيضاء على التقاطعات الشاغرة (وتسمى “نقطة”)  على شبكة تتكون من 19 × 19 خطا, أي 361 تقاطعاً (يلعب المبتدئين عادةً على رقع أصغر من ذلك). الحجارة بمثابة علامات ، وهو ما يمثل احتلال نقطة معينة. والهدف من اللعبة هو إستخدام الحجارة واحداً تلو الآخر  لتطويق مساحةً أكبر من اللاعب الخصم. المساحة هي التقاطعات التي تطوقها حجارةٌ من لونٍ واحد. عكس الشطرنج, لا تتحرك الحجارة بعد وضعها على رقعة اللعب، وإن كان بالإمكان إزالتها إذا تم القبض عليها. تنتهي اللعبة  عندما يستسلم أحد الخصوم أو بعد التنازل عن دورين متتاليين, عندها يبدأ عد حجم المساحة وعدد الحجارة التي قبض عليها لتحديد الفائز، في الفيلم نشاهد ماكس يقوم بلعب هذه اللعبه مع معلمه سول لاعطاء والممثلين الاثنين قاموا بتعلم هذه اللعبه لاعطاء بعد دقيق لنوعية الفيلم. وكما يقول سول انه هذه اللعبة عالم صغير معقد وماكس انه يمكن ايجاد نمط خاص لهذه اللعبه. رابعا : اللولب الذهبي للعالم فيثاغورث الذي نشاهد ماكس يقوم برسمه بكل مكان وذكر هذا العالم هنا والعمليه التى قام بوضعها وهي المستطيل الذهبي عندما يقوم بتربيعه يترك وراءه مستطيل اصغر منه وله نفس النسبه للمستطيل السابق وتستمر هذه العلميه الى اجر غير مسمى مع نفس النتيجه. خامسا : الكابالا و هو مذهب في تفسير الكتاب المقدس عندهم.. يقوم على افتراض أن لكل كلمة ولكل حرف فيه له معنى خفيا.. ونشأ المذهب في القرن السابع واستمر حتى الثامن عشر الميلادي.. وهو محاولة ترمى إلى إدخال روح مستحدثة في اليهودية..  ولكن لقي أنصاره اضطهادا شديدا وكانوا يقولون أن مصدر كل شيء هو الله.. وأن الشر هو نتيجة البعد عن الله.. وأن الروح الإنسانية أزلية.. وأنها إذا كانت طاهرة تفوقت على الشر.. وأن لأسماء الله قوة خفية.. ومصدر هذا  المذهب هو [ كتاب الخلق ] عند اليهود مع دخول بعض تعاليم فيثاغوريس العددية بما يعرف بمذهب عبادة الأعداد.. وأفكار أفلاطون الميتافيزيقية وبعض تعاليم المسيحية.. وأتباع هذا المذهب يؤمنون بتناسخ الأرواح.. والمذهب يرسم  طريقة عددية في التفسير والتأويل وبعض فنون السحر والتنجيم. الكابالا هي واحدة من أعقد الفلسفات الدينية إنها تتعمق برموز غامضة وباطنية طبيعة الله والكون.. وهي معقدة جداً حيث طيلة قرون لم يسمح سوى للرجال اليهود  المتدينين جداً ممن يناهزون الأربعين وقد كرّسوا حياتهم في الدين اليهودي يسمح لهم بدراستها فقط، وشاهدنا بالفيلم عندما التقى ماكس مع ليني شرحه للحروف بالتوراة وان لكل حرف رقم وان هذه معجزه الالهيه وضعها الرب لنصل الى الحقيقه.